العقارب السامة

العقارب

يعتبر سم العقارب من المصادر المفزعة التي تزعج حياة الإنسان وتقلق راحته رغم صغر حجمها. فبحلول فصل الصيف تعرف العديد من القرى بإقليم أسفي ظهور مختلف أنواع الحشرات السامة وعلى رأسها العقارب والتي تعد الأكثر خطورة   لصغر حجمها وسرعة تنقلها وإمكانية تواجدها في كل الأماكن إذا لم تأخذ الاحتياطيات لذلك.كالعمل على نشر الثقافة الوقائية لدى الأطفال والمسنين على الخصوص .وللإشارة يوجد بالمغرب أكثر من 30 نوع من العقارب أكثرها سما حسب الدراسات الحالية، لونه أسود. ويجمل اسم  Androctonus Mauretanicus.، لون العقر أصفر، أسود.و يتكاثر العقرب ما بين شهر ماي وأكتوبر ويصل إلى أوج نشاطه في شهر يوليوز وغشت، ويخشى العقرب الشمس والنور ويختبأ في النهار في الأماكن المظلمة تحت الأحجار والأخشاب في ثقب الجدران والشقوق، في الأثاث، في الفراش في الملابس وداخل الأحذية، يخرج العقرب من مخبئه قبل الساعة التاسعة صباحا وبعد الساعة السادسة مساءا، ويصعب على العقرب تسلق الجدران الملساء لعدم وجود أعضاء لاصقة لأرجله، يقتات العقرب من الحشرات، وقد يتواجد بالقرب من الأزبال والنفايات والأوساخ.و للسعات العقرب عواقب مادية ومعنوية تتمثل في الهول المستمر الذي يمثله الخوف من اللسعة، و تنقل المواطنين من المناطق النائية إلى المراكز الصحية من اجل العلاج وان كانت هذه اللسعات ليست بالخطيرة في كل الحالات، بحيث أن لسعات العقرب لا تعني التسمم في اغلب الأحيان، هناك 10 حالات تسمم من كل 100 لسعة وذلك لأسباب معينة: - العقارب الموجودة بالمغرب ليست كلها سامة - عندما يلسع العقرب فهو لا يحقن المصاب إلا ناذرا - و عندما يحقن المصاب السم لا يقع تسمم إلا إذا كانت كمية السم كافية مقارنة مع وزن المصاب لذلك فالأطفال هم أكثر ضحايا اللسع.  وتنتج عن لسعات العقرب أعراض متعددة يمكن تلخيصها فيما يلي: عند اللسعة: تظهر أعراض في مكان اللسعة مباشرة بعد حدوثها وهي احمرار وانتفاخ وحكة ثم وجع. وفي حالة التسمم: ينتشر السم بسرعة في جسم الإنسان مع ظهور أعراض عامة ابتداء من 5 إلى 30 دقيقة بعد اللسعة وناذرا بعد أربع ساعات تتمثل هذه الأعراض في: ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة - القيء أوجاع في البطن أو الإسهال - العرق والارتعاش - اضطراب في دقات القلب - غيبوبة. ولانقاد المصاب حسب مصادر طبية هنالك إجراءات أولية وجب القيام بها عند حدوث لسعة العقرب منها إزالة العقرب من الملابس والأحذية والفراش وقتله - إزالة المصاب من المكان الذي لسع فيه- ملاحظة حجم العقرب ولونه - تهدئة المصاب وأهله - الامتناع عن استعمال الطرق العلاجية التقليدية - حمل المصاب إلى أقرب نقطة طبية أو مستوصف أو مستشفى دون تضييع الوقت - مساعدة العاملين بالصحة على القيام بواجبهم.عدم اللجوء إلى استعمال طرق علاجية عشوائية ناتجة عن المعتقدات الخاطئة ومضرة تزيد من خطورة هذا الداء. فالبزغ أو االتشريط: يسبب انتشار السم في الجسم ويمكن أن يؤدي إلى التعفن. الامتصاص: لا يفيد في شيء وقد يؤدي إلى تسمم الشخص الذي يقوم به. ربط العضو المصاب: يزيد من الألم بدون فائدة وله بعض المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى بثر العضو. استعمال بعض المواد التي ليست لها أية منفعة علاجية بل بمكانها أن الأمر تعقيدا. فمكافحة العقارب تتمثل في منعه من ولوج المساكن ومحيطها وذلك ب : إزالة الأعشاب المتواجدة قرب البيوت ، صيانة المنزل ومحيطه، إغلاق كل الثغرات والشقوق والتصدعات المتواجدة بالحائط أو السقف ، تبليط حيطان المنزل لتصبح ملساء متر على الأقل ، إعادة ترتيب الأمتعة الغير المستعملة والتخلص مما هو زائد وغير صالح ، الاستغناء عن استعمال المبيدات إلا في الحفلات والمواسم لأن هذه مواد الكيماوية يمكن أن تؤدي إلى تسممات وأمراض أخطر. و للوقاية من لسعات العقرب لابد من إتباع بعض النصائح كارتداء الأحذية الواقية المقفولة ولو في فصل الصيف، اتخاذ الاحتياطيات قبل تحريك أو نقل الأحجار والأثاث والأخشاب أو الأعشاب، فحص الأحذية والملابس والفراش قبل استعمالها عدم ترك أبواب السيارة مفتوحة في البوادي، استعمال المصابيح التي تضيء بالأشعة ما فوق البنفسجية للبحث عن العقارب قبل النوم. فحسب البحث العلمي لا يوجد أي دواء وقائي ضد التسمم بل  يعالج المصاب حسب ظهور الأعراض تحت إشراف طاقم طبي مكون لهذا الغرض  والسبيل الوحيد للتقليص من عدد الوفيات الناتجة عن لسعات العقارب هو : التعرف السريع على المريض المتسمم - علاجات أولية وإحالة المصاب إلى أقرب مركز إنعاش طبي- رعاية مركزة وعلاج مستمر يعتمد على الإنعاش. مراقبة دقيقة للمصاب في كل المصالح الطبية - معالجة الأعراض البسيطة - التمييز بين حالات اللسع وحالات التسمم - التعرف السريع على الأعراض التي تنبئ بتطور لسعة العقرب إلى تسمم. و سجل المركز المغربي لمحاربة التسمم ألاف الحالات الناتجة عن لسعات العقرب سنويا، تحتل لسعات العقرب المرتبة الأولى من مجموع التسممات ما يفوق 30، ففي جل الحالات يلسع العقرب داخل البيت 70، ويلسع بالأخص في الأيدي والأرجل، تسجل 4 حالات وفاة من ألف لسعة. وقد قيل قديما   لا تحتقر كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي من سموم العقارب.